حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين
تفصلنا أيام قليلة عن عيد الفطر المبارك، فبعد أن شارفت أيام شهر رمضان المبارك على الانتهاء نبدأ في السعي لإخراج زكاة الفطر، ونستعد للاحتفال بعيد الفطر لنحمد الله على أن بلغنا شهر رمضان الفضيل والذي تغفر فيه الذنوب، ومع اقتراب موعد إخراج زكاة الفطر، نوضح في مقالنا اليوم حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين.
ماهي زكاة الفطر
زكاة الفطر هي الزكاة التي يتم إخراجها قبل صلاة عيد الفطر وهي واجبه على كل من يملك من المال ما يزيد عن نفقة ليلة العيد ويومه، وقد قال عبد الله بن عمرو بن الخطاب: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة). رواه البخاري. ومقدار الصاع يقدر بما يقارب اثنين كيلو ونصف.
وأما عن فائدة زكاة الفطر، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) وهذا الحديث يبين لنا أهمية زكاة الفطر وفائدتها فهي تتطهر الصائم من اللغو ويقصد به أي فعل فاحش، كما أنها طعام للمساكين من أجل إدخال الفرحة والسرور عليهم في هذه الأيام المباركة.
ووقت خروج الزكاة قد تم توضيحه في الحديث أيضًا، فزكاة الفطر يجب أن يتم إخراجها قبل صلاة عيد الفطر وذلك حتى تكون زكاة مقبولة وبصورتها الأساسية، وفي حالة إخراجها بعد صلاة العيد فهي تكون صدقة، ولكن يجب إخراجها، مع العلم أن زكاة الفطر لا تسقط بخروج وقتها ولكنها تبقى دينًا يجب إخراجه ولا يجب التعمد في تأخير إخراج زكاة الفطر، ولذلك يجب الحرص على إخراج زكاة الفطر قبل وقت صلاة العيد لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات). أخرجه أبو داود.
حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين
نلاحظ جميعًا اختلاف الناس في موعد إخراج زكاة الفطر، فنجد من يقوم بإخراجها في أول يوم من أيام رمضان، ومن يقوم بإخراجها قبل صلاة العيد بدقائق معدودة، ونوضح الحكم الشرعي بالتفصيل في النقاط التالية ورأي المذاهب:
- ابن حزم: قد أوضح ابن الحزم أنه لا يجوز أن يتم إخراج زكاة الفطر قبل الوقت المحدد لخروجها.
- وأما الإمام أحمد الإمام مالك: فقد أوضحا أنه يجوز أن يتم تقديم موعد إخراج زكاة الفطر، على أن يكون التقديم يوم أو يومين وليس أكثر من ذلك.
- الإمام الشافعي: قد أوضح أنه يجوز أن يتم إخراج زكاة الفطر من أول يوم في شهر رمضان.
- الإمام أبو حنيفة: قد أوضح الإمام أبو حنيفة أنه يجوز أن يتم إخراج زكاة الفطر قبل شهر رمضان.
وبذلك نلاحظ الاختلاف بين المذاهب في موعد إخراج زكاة الفطر، ولكن يرجح ما أوضحه أحمد ومالك بأنه يتم إخراج الزكاة قبل العيد بيوم أو يومين على الأكثر، وذاك لأن ابن عمرو رضي الله عنهما قد قال: “وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومي” رواه البخاري، ويقصد بذلك أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهم من نقتدي بهم بعد نبينا الكريم، وبذلك نكون قد أوضحنا حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.