غير مصنف

ماهي صلاة الاستخارة وكيفية أدائها

يقف الإنسان المؤمن دائمًا أمام مواقف عصيبة ويحتاج إلى أن يأخذ فيها قرارات مصيرية كزواج من شخص أو قبول وظيفة ما، فيحتاج  إلى الاستشارة والاستخارة فلا خاب من استشار، وأفضل ما يمكنك استخارته هو الله عز وجل فلا يعلم الغيب إلا هو ويعلم إن كان هذ الأمر الذي تنوي فعله هل هو خير لك أم لا، لذلك شرعت صلاة الاستخارة فهي مناجاة بين العبد وربه، وفيما يلي سنوضح ما هي صلاة الاستخارة وكيفية أدائها.

أهمية صلاة الاستخارة

لصلاة الاستخارة أهمية كبيرة كما أن لها العديد من الفضائل والتي تتمثل فيما يلي:

  • صلاة الاستخارة عبارة عن تفويض أمر العبد المؤمن لخالقه والتوكل عليه عز وجل، الإجذام بعلم الله وقدرته سبحانه.
  • كان العرب في الزمن الجاهلي يقومون بعمل الاستخارة عن طرق الاستقسام بالأزلام والتي نهى عنها الله تعالي حيث قال “فلا تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق” فهي من المنن التي من الله بها على أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لتعويضهم عن الاستقسام بالأزلام.
  • صلاة الاستخارة تظهر الخضوع والحاجة لله عز وجل في كل وقت، والافتقار إليه سبحانه في كل أمور هذه الحياة.
  • تعتبر صلاة الاستخارة من السنن والعظيمة والعبادات السامية، حيث أن الدعاء الذي ندعو به يعد إقرار منا واعتراف تام بقدرة الله تعالى وعلمه.
  • تظهر صلاة الاستخارة عجر الإنسان وأنه في حاجة دائمة إلى الله فيستخيره فيما هو صالحًا ونافع له، فالله بيده الأمر كله ولا يعجزه شيء.

مشروعية صلاة الاستخارة

قام المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به حيث ورد حديث شريف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرءان”.

وقت صلاة الاستخارة

اختلف الفقهاء على رأيين:

الرأي الأول (وهو رأي الشافعية بعض الحنابلة): فقالوا يجوز فعل صلاة الاستخارة في الأوقات المكروه أو المنهي عنها وقالوا أن النهي به تخصيص مثل جواز قضاء الصلاة التي فات وقتها أو صلاة الجماعة لمن صلى الصلاة بمفرده في وقتها ووجد بعض المسلمين يصلون الفريضة جماعة فأعادها معهم وإن كانت وقت الجماعة في وقت النهي.

الرأي الثاني (وهو رأي الأحناف والمالكية): قالوا أن صلاة الاستخارة وغيرها من النوافل والسنن لا تجوز في الأوقات المنهي عنها واستدلوا بأحاديث النهي المتواترة والتي بلغت حد التواتر وأن هذه الأحاديث أقوى وأعم.

الرأي الراجح: وهو أن الدعاء بدعاء صلاة الاستخارة يجوز في أي وقت أما الصلاة فلا تجوز في أوقات النهي، وأن أفضل الأوقات التي يمكن للمسلم أن يؤدي فيها صلاة الاستخارة هو الثلث الأخير من الليل فقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالي كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.

شروط صلاة الاستخارة

تتضمن أداء صلاة الاستخارة بضع شروط يمكن حصرها فيما يلي:

  • يجب أن تكون الاستخارة في الأمر الذي لا يستطيع المسلم أن يحدد هل في هذا الأمر خير أم شر.
  • لا يمكن للمسلم أن ينوي الاستخارة لعمل عبادة أو فريضة أو أمر واجب كالصلاة وصيام شهر رمضان مثلًا، ولكن يخرج من ذلك الاستخارة لبيان الوقت لأداء العبادة مثل الاستخارة بأن يقوم بالحج في العام الحالي أم القادم وهكذا.
  • الاستخارة لابد أن تكون في الأمور المباحة والمندوبة فقط وذلك عند وجود تعارض مع أكثر من أمر يندب فيه عمل استخارة.
  • يجب ستر العورة والطهارة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر وكذلك استقبال القبلة وغيرها من الشروط اللازم توافرها في الصلاة المكتوبة فلا تصلح للمرأة في وقت الحيض (الدورة الشهرية) أو وقت النفاس (أربعون يومًا بعد الولادة) ولكن يستطيعون الدعاء فقط بدعاء صلاة الاستخارة.

نتائج الاستخارة وعلامتها

بعد ما أن ينتهي المسلم من الاستخارة تظهر نتائجها وتكون إما أحد الأمور الثلاثة:

الأول: وجود راحة داخلية وتوجه النفس للأمر دون إدراك وهذا يكون علامة على أن هذا الأمر خير للعبد بإذن الله تعالى.

الثاني: عدم الشعور بالراحة ويجد المسلم أن نفسه تنصرف عن الأمر وعدم وجود رغبة في إتمام هذا الأمر وهذا علامة على عدم وجود الخير في هذا الأمر.

الثالث: البقاء مترددًا وحائرًا فيمكن للمسلم أن يكمل في الأمر ويتوكل على الله ويحسن الظن به أو يقوم بإعادة الاستخارة مرة أخرى وينظر ماذا يكتب الله له.

والجدير بالذكر أنه عندما تهوي أحد الأمرين الذي تريد عمل الاستخارة بينهما قبل فعلها، فلا داعي لعمل الاستخارة من الأساس فلابد أن لا تميل إلى أحدهما فمتابعة الهوى مذمومة.

كيفية أداء صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة ركعتين دون الفريضة فقد روي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “(إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ:(وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)”

هذا لا خلاف فيه أما موضع الخلاف على موطن دعاء الاستخارة وما يقرأ في الركعتين، أما عن موطن الدعاء فاختلف العلماء على رأيين:

الأول (وهو ما ذهب إليه الجمهور): أن الدعاء يكون بعد التسليم ويجوز أن يقال قبل السلام.

الثاني (وهو رأي الإمام ابن تيمية): وقال أن الدعاء يكون بعد التسليم وأن يراعي آداب الدعاء حينها من استقبال القبلة ورفع اليدين.

أما ما يقرأ من السور بعد الفاتحة فاختلف العلماء على ثلاثة أراء:

الأول:- يستحب في الركعة الأولى قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة أما في الثانية يقرأ صورة الإخلاص بعد الفاتحة.

الثاني(وهو ما استحسنه السلف ورواه الشافعية والحنفية والمالكية):- يستحب في الركعة الأولى قراءة قوله تعالى “وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” بعد الفاتحة, أما في الركعة الثانية فيقرأ بعد الفاتحة أية “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”

الرأي الثالث (وهو ما قاله بعض الفقهاء ومعهم الحنابلة): أنه يستحب قراءة ما تشاء فلا يشترط قراءة معينة.

Was this article helpful?
YesNo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *