دعاء الاستفتاح في الصلاة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ولذلك فهي جزء لا يتجزأ من عقيدتنا، وكما يوجد بها ثوابت لا تصح الصلاة بدونها فهناك سنن مأخوذة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يزداد أجر فاعلها ولكن تصح الصلاة بدونها، ولذلك في هذا المقال سوف نتعرف على إحدى هذه السنن وهي دعاء الاستفتاح في الصلاة.
ما هو دعاء الاستفتاح في الصلاة وحكمه
دعاء الاستفتاح في الصلاة هو دعاء يقال قبل أن يشرع المُصلى في قراءة سورة الفاتحة ويكون بعد أن يُكبر المُصلي تكبيرة الإحرام.
وأما عن حكمه فكما قال النووي في المجموع أن دعاء الاستفتاح سنة وليس فرض وذلك رأي عموم أهل العلم، ولم يقل أحد بوجوب دعاء الاستفتاح إلا أحمد وذلك عكس المعتمد في المذهب، والكثير من الحنابلة لم يذكروا هذا الأمر.
أي أن دعاء الاستفتاح مستحب وغير واجب، وتصح الصلاة بدونه، فهو ليس من الأركان الأساسية بها، الآراء التي تقول إنه واجب ضعيفة.
صيغ دعاء الاستفتاح في الصلاة
قد وردت عدة صيغ لدعاء الاستفتاح في الصلاة نذكر منها:
- نقل عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي: أَرَأَيْت سُكُوتَك بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْت بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ.
- عن سيدتنا عائشة -رضي الله عنها-: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك.
- عن علي -رضي الله عنه- في الاستفتاح: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. وفي رواية أخرى يُقال وأنا أول المسلمين، والروايتين في صحيح مسلم.
وما قمنا بذكره هو بعض أدعية الاستفتاح الواردة في السنة النبوية الشريفة، ولا يتم الجمع بين كل هذه الأدعية في مرة واحده، ويصح أن يدعوا المسلم بهذا الدعاء مرة وهذا الدعاء مرة أخرى للتنويع بينهم.
دعاء الاستفتاح في صلاة قيام الليل
يجوز أن يقرأ المُصلي في قيام الليل أدعية الاستفتاح التي قمنا بذكرها أو الأدعية التي وردت للاستفتاح في قيام الليل والتهجد:
- فقد قال ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يصلي قيام الليل يقول: اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- يمكن أن يفتتح الصلاة بدعاء: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
مع العلم أن صلاة التراويح يقال فيها أدعية الاستفتاح التي قمنا بذكرها مسبقًا، ولا يقال فيها أدعية صلاة قيام الليل.
وأخيرًا فدعاء الاستفتاح من سنن الصلاة التي يؤجر عليها فاعلها، ولكن لا يأثم من يتركها ولا تبطل الصلاة بدونه، وبذلك نكون قد ذكرنا دعاء الاستفتاح في الصلاة ومشروعيته، بالإضافة إلى بعض المعلومات الهامة الخاصة به.