أحكام وفتاوي

هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

دين الإسلام دين الطهارة والنظافة، فالطهارة هي جزء أساسي ولا يتجزأ من ديننا الحنيف حيث أن أغلب العبادات الأساسية والفروض لا بد أن يقوم بها الشخص وهو على طهارة، وتنقسم الطاهرة إلى طهارة من الحدث الأصغر والحدث الأكبر وسوف نقوم بتناول هذا الموضوع بالتفصيل، ونجيب على حد سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة.

ما هو الفرق بين الحدث الأكبر والحدث الأصغر

في البداية وقبل أن نجيب على سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة، يجب علينا أن نقوم بالتعرف على الفرق بين الحدث الأكبر والحدث الأصغر، حيث إننا نسمع بهما كثيرًا في موضوع الطهارة:

  • ما هو الحدث الأكبر: هو ما يقوم به الإنسان ويلزم الطهارة منه القيام بالاغتسال الكامل مثل الحيض، النفاس، الجنابة، إلخ…
  • ما هو الحدث الأصغر: وأما عن الحدث الأصغر فهو ما يفعله الإنسان ويجب عليه الوضوء منه ليعود الإنسان إلى طهارته ويتمكن من الصلاة وتأدية الفروض التي تحتاج إلى وضوء، مثل إخراج الريح، لمس أماكن العورة، قضاء الحاجة، إلخ…

هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

إفرازات الشهوة ليست جميعها تتطلب الاغتسال وذلك لأن إفرازات الشهوة ليست نوع واحد فقط، فهناك المذي، والمني، وكلًا منهما له علامات تميزه عن الآخر، ونوضحهما فيما يلي:

  • إفراز المذي: إفراز مصاحب للشعور بالشهوة، ولا يتسبب في شعور بفتور الشهوة عند خروجه، وهو يكون إفراز رقيق لونه أبيض، في الغالب لا يشعر به عند خروجه، ويخرج عند التفكير أو رؤية ما يثير الشهوة. وهو إفراز نجس يجب غسل أجزاء الثياب أو البدن التي يصيبها، ويجب الوضوء عند خروجه فقط وليس الاغتسال، وفي المجموع قد ذكر النووي خصائص المذي وقال: (وَأَمَّا الْمَذْيُ: فَهُوَ مَاءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لَزِجٌ يَخْرُجَ عِنْدَ شَهْوَةٍ لَا بِشَهْوَةٍ وَلَا دَفْقٍ وَلَا يَعْقُبُهُ فُتُورٌ وَرُبَّمَا لَا يَحُسُّ بِخُرُوجِهِ، وَيَشْتَرِك الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ فِيهِ).
  • إفراز المني: إفراز يلزم غسل الطهارة بكل شروطه، وهو يفرز عند الشهوة والشعور بفتور الشهوة بعد خروجه، رائحته تكون قريبة من رائحة العجين، لونه أصفر عند النساء ويكون رقيق، وأبيض عند الرجال ويكون غليظ، عند تحقق أي شرط من الثلاثة يكون مني ويجب تطبيق غسل الطهارة منه.

وبعد أن أوضحنا الفرق بين المني والمذي نكون أوضحنا أنه على المسلم أن يغتسل غسل الطهارة في حالة إفراز المني، وأما المذي فهو يلزم الوضوء منه، وبالطبع يجب غسل الثياب التي يصيبها أي إفراز منهما لكونهما إفرازات نجسة لا يحب أن تبقى على الملابس.

طريقة غسل الطهارة

هناك نوعان من غسل الطهارة، غسل مجزئ، وغسل كامل نوضح الفرق بينهما فيما يلي:

  • الغسل المجزئ: يأخذ المسلم نية الغسل، ويغسل ما أصابه من نجاسة، ومن ثم يعمم جسده بالماء ومن ضمن ذلك الفم والأنف.
  • الغسل الكامل: يأخذ المسلم نية الغسل، ويغسل يديه ثلاث مرات، ومن ثم يغسل العضو الذي عليه الأذى، وبعد ذلك يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ويصب على رأسه الماء ثلاث مرات ويعمم باقي جسده بالماء مع البدء بالجانب الأيمن ومن ثم الأيسر، ويتأكد من وصول الماء لكامل الجسد، وذلك لحديث عائشة -رضي الله عنه- قالت: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوئه للصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أن قد استبرأ، حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه.

وحتى يكون الغسل صحيح، يجب أن يتم إزالة كل ما يمنع وصول الماء للجسد سواء كان طلاء أظافر أو أي نوع من أنواع المكياج يمنع وصول الماء إلى هذا الجزء، ويجب التأكد من وصول الماء لكامل الشعر باطنة وظاهرة.

وختامًا وبعد أن أوضحنا الفرق بين المذي والمني، نكون قد تمكنا من الإجابة على سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة وأننا تغتسل من المني وليس المذي كما إننا أوضحنا طريقة غسل الطهارة، ونسأل الله أن يجعلنا من المتطهرين ويجعلنا من أهل الجنة المكرمين.

Was this article helpful?
YesNo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *